خاطرة..وصرت امرأة أخرى

وصرت امرأة أخرى..
بعدما هجرني الجرح...
ورحلت الآهات عن دربي...

فانطلقت بكل حريتي اقبل نسمات الهواء...
ارش من عطر الزهر على دروب العشق..
واحلق بين قطيرات المطر المحتجبة خلف الغيوم..

وخضت تجربة أخرى..غيرت رأيي بالحياة...
ما أجمل تجارب الحياة بحلوها و مرها...
تعلمت كيف أمشط الشلالات ...
واصنع من سيولها ضفائر..
تعلمت كيف اصنع من وريقات الشجر..
مراكب ترقص على نغمات خرير السواقي...

واشتد بي الشوق لان اكشف عن ساقي بعد سنين مضت..
واخترق موج تأملاتي وأغمر خلاخلي لتعانق حبات الرمل المبللة..
صرت ارغب بان ارفع صوتي صارخة..
لا أبالي لنظرات العابرين..
لا يهمني اتهامهم إياي بالجنون...

كل ما يهمني هو اللحظة..
أن أعيشها ..
أن أتذوق طعمها..
أن استرجع ثقتها من جديد..

أحب فستاني مبللا مالحا...
أحب شعري مخبلا تتقاذفه نسمات البحر الرطبة...
أحب تهزهزات شفتي من شدة البرودة...

لكني اشتقت للهيب الشمس..
تعالي...
ضميني...
جففي فستاني..
وادفئي جسدي البارد...
ارجعي الاحمرار لوجنتي...
ولا تتركي ذرة من جمود باركان روحي...

استدعي القمر لينضم إلينا..
حتى ولو لم يحن وقت قدومه...
بدلي نهاري ليلا لو سمحتي...

سأنتظر قدوم الجنيات الصغيرة..
لتحولني إلى سندريللا...
وعدوني بذلك..
فأميري بانتظاري عند بزوغ القمر...

ساعديني في وضع تاج الورود ...
املئي عيوني كحلا من سواد الليل..
وزيني شفتي بلون التوت البري..

فحبيبي ليس كأي احد...
أريدني فاتنة...
متألقة...
ليس كغيري من النساء....

وحضر الدجى يعانق ثوب انتظاري..
أرجوك اصنع من خيوط شوقك بيتا لي...
اسكني أركان قلبك وعلى الأسوار...

أنا لك...
بصمتي ...وهتافاتي..
بشغفي وحيائي...
بقلبي وجوارحي...

ضحكت الجنيات لما سمعنه...
وغطت إحداهن وجهها خجلا...
فدعت صديقاتها للاختفاء...

أما ثوب سندريللا...
فعلقته على غصن شجرة...
عسى أن تجده أخرى...
وتعيش لحظة من لحظاتي




ان شاء الله تعجبكم